سجلت اللجنة الوطنية الأولمبية موقفا جادا وحازما، حينما وجه رئيسها فيصل العرايشي رسالة إلى رئيس جامعة الملاكمة عبد الجواد بلحاج، يؤكد من خلالها مساندة اللجنة الأولمبية بشكل قوي وثابت، للمترشح المغربي لرئاسة الاتحاد الدولي للملاكمة محمد مستحسن.
الرسالة التي وجهت بتاريخ 23 نونبر 2020، كان الهدف الأساسي منها، أمران متلازمان. الأول: هو تكذيب كل الشائعات التي تدعي بأن المترشح المغربي لا يحظى بأي تزكية ولا دعم من الهيآت والمؤسسات الرياضية الأهلية الوطنية، بما في ذلك اللجنة الأولمبية!.
والأمر الثاني: دعوة جامعة الملاكمة بكل أعضائها ومكوناتها إلى الكف عن الصراعات التافهة ونبذ الحسابات الضيقة، والالتفاف حول المترشح المغربي، وتوحيد الكلمة والصف في تقديم الدعم الضروري الذي هو في أمس الحاجة إليه، ولو من الناحية المعنوية…
اللجنة الأولمبية وجدت نفسها مضطرة للقيام بهذه الخطوة المهمة والضرورية، بعد أن وقفت على حجم الضرر المعنوي الذي لحق بابن الوطن، مستحسن الذي يتولى رئاسة الاتحاد الإفريقي للملاكمة، دون اكتراث بالمنصب الذي يشغله، وهو رئاسة الاتحاد الدولي للملاكمة بالنيابة، خاصة بعد توجيه رسائل مثيرة للاستغراب، بل وصادمة، باسم جامعة الملاكمة إلى الاتحاد الدولي، تعلن عن تبرئها من مستحسن، بمعنى عدم اعترافها به، وعن عدم وجود مقر للاتحاد الإفريقي بالمغرب، وأنه حتى في حال وجوده، فهي لا علم لها بالموضوع…
المهم، هو أن الرجل صمد في وجه دسائس الداخل، الغريبة الأطوار، ووجد في رسالة اللجنة الوطنية الأولمبية، قوة دفع معنوي، تعينه على تحمل حملة التشويش والتضييق على مساره المتميز والناجح، سواء داخل الاتحاد الدولي أو الإفريقي، باعتلائه مركز القيادة، وهو أكبر شهادة على كفاءته وحنكته، وعلى الثقة الواسعة والكبيرة التي يحظى بها من قبل مكونات الملاكمة الإفريقية والعربية والدولية.
والرسالة التي تمثل موقفا رسميا حازما، هي في العمق تعبير قوي عن مساندة وطنية فعلية وحقيقية لاسم مغربي يدخل غمار التنافس على رئاسة اتحاد دولي، بشكل غير مسبوق في تاريخ الرياضة الوطنية.
اللجنة الأولمبية أرادت أن تعيد مكونات جامعة الملاكمة إلى جادة الصواب، وأن تعلي من قيم الانتماء للوطن، والوفاء لواجب التضامن ونكران الذات بين أبنائه، دون تمييز، والترفع عن صغائر الأمور، أو إن صح التعبير عن التفاهات.
هذا السبت (12 دجنبر 2020)، ستنعقد الجمعية العمومية الانتخابية بالعاصمة السويسرية زيورخ، وذلك عبر تقنية التواصل عن بعد، بمشاركة 151 من أصل 200 إتحاد وطني.
ويتضمن جدول الأعمال تعديل بعض المواد من النظام الأساسي للاتحاد الدولي للملاكمة، بناء على توصيات من اللجنة الأولمبية الدولية، إلى جانب النقطة المحورية المتعلقة بإنتخاب رئيس جديد.
ويتنافس مع مستحسن، ستة مرشحين، لكن المرشح المغربي يعتلي صدارة الأسماء الأقرب إلى الفوز، رغم قوة باقي المرشحين، وخاصة الإماراتي أنس العتيبة، نائب رئيس الاتحاد الدولي، الذي يعد من أبرز المنافسين للمرشح المغربي مستحسن.
كل القرائن تؤكد على أن الانتخابات صعبة للغاية، لكن المرشح المغربي قادر على كسب التحدي، بفضل سمعته ومصداقيته، وشبكة العلاقات الواسعة التي تمكن من نسجها مع مختلف أطياف الملاكمة الدولية.
والخوف كل الخوف من أن يحرم من صوت جامعة الملاكمة في الجمعية العمومية الانتخابية، ويذهب إلى أحد منافسيه!!.
متمنياتنا بالتوفيق للمرشح المغربي الدكتور محمد مستحسن، ليسجل اسمه كأول مغربي يرأس اتحادا رياضيا دوليا.
وكيفما كانت النتيجة سنصفق لك، ونرفع لك القبعة على روح التحدي والصمود والكبرياء!.
أما اللجنة الوطنية الأولمبية، فسجلت موقفا جادا ومسؤولا يحسب لها.
بقلم: عبد اللطيف المتوكل