أصدرت جمعية “أنا ودادي” بلاغا شديد اللهجة، حملت من خلاله المسؤولية لسعيد الناصري رئيس النادي الأحمر، لما يتخبط فيه الفريق من مشاكل والمعاناة التي يعيشها النادي بداية كل موسم رياضي.
واعتبرت الجمعية، أن ما يتخبط فيه الفريق من ھزات وتراجعات متتالیة یعود بالأساس إلى مجموعة من الأسباب، بحيث ركزت على التسيير الانفرادي وجعلته واحدا من بين أبرز الأخطاء للرئيس الحالي.
وفيما يلي بلاغ جمعية أنا ودادي :
إلى السید سعید الناصیري رئیس نادي الوداد الریاضي فرع كرة القدم، ھل نحن الیوم أمام أزمة عابرة ستزول بزوال أسبابھا الآنیة أم أن الأمر یتعلق بوضع یتجاوز الطابع الظرفي نظرا لما أصبحنا نعیشھ مع بدایة كل موسم من أحداث یترتب عنھا الاستغناء عن ھذا الإطار أو ذاك وكأننا نلعب مسرحیة عبثیة.
فكلما یتم تعیین إطار ما في موقع مسؤولیة ما إلا ویبدأ العد العكسي لموعد التحاقه بالإدارة التقنیة للوداد وكأننا استأنسنا مع ھذا الوضع وانسجمنا معھ حد الحلول (الریاضي بطبیعة الحال).
كل ھذا یؤثر بشكل كبیر على الاستقرار الطبیعي للفریق وعلى مردودیته وكل ھذا ینم عن غیاب ثقافة تسییریة وتدبیریة احترافیة حدیثة تلیق وقیمة نادي الوداد الریاضیة والتاریخیة والرمزیة.
لقد اعتقد الكثیر من جمھور الوداد بان العھد الرئاسي الحالي داخل الوداد سیكون بدایة مرحلة جدیدة في التسییر/ التدبیر الریاضي من خلال القطع مع ممارسات العھد السابق وتجاوزھا عبر اعتماد أسلوب جدید یتماشى مع متطلبات وتحدیات العصر.
وللأمانة التاریخیة والأخلاقیة فجمعیتنا عبرت منذ البدایة عن عدم تفاؤلھا بھذه المرحلة من خلال اعتمادنا، نحن أعضاءھا، على تحلیل موضوعي ودقیق لظروف تكونھا بغض النظر عن نوعیة وطبیعة رجالاتھا سواء على المستوى الشخصي أو الاجتماعي او السیاسي.
إننا داخل جمعیة “انا ودادي” التي تعمل بفضل مجھودات أعضاءھا وتطوعھم اللامشروط لخدمة مصالح الوداد، نعتبر بان ما تعیشه الوداد الیوم من ھزات وتراجعات متتالیة یعود بالأساس إلى الأسباب التالیة:
أولا، غیاب ثقافة تسییریة/تدبیریة في حجم قیمة الوداد وطموحاتھ أو لنقل غیاب تصور واضح وملموس لمقاربة تسییریة تدبیریة تندرج ضمن إستراتیجیة شاملة تطال كل جوانب الحیاة الیومیة للنادي.
فالوداد لیس مجرد فریق عادي یمكن تسییره بعقلیة توفیر الموارد المالیة، على أھمیتھا، فقط. فھذا الاعتقاد أصبح متجاوزا بحكم ما یعرفھ مجال الریاضة عامة وكرة القدم خاصة من تطورات مذھلة ومن أھمیة متزایدة على جمیع الأصعدة الاقتصادیة والاجتماعیة والثقافیة والسیاسیة.
من نافلة القول إن التسییر/التدبیر الریاضي الحدیث یتطلب ، على مستوى تطبیقه وتنفیذه ، اعتماد آلیات وأدوات متطورة تحت إشراف كفاءات بشریة مؤطرة تاطیرا علمیا ومعرفیا عالیا مشھود لھا بالنزاھة والصدق والوفاء لمبادئ النادي ومرجعیته.
ثانیا، إن غیاب ھذا التصور التسییري التدبیري الناضج والعالم لدى المسؤولین داخل الوداد ھو ما یجعل النادي یعیش في كثیر من الأحیان مشاكل ھو في غنى عنھا، یزیدھا حدة غیاب سیاسة تواصلیة حقیقیة وفعلیة.
فكیف یعقل ان لا یخضع الفریق، وھو مقبل على منافسات وطنیة وقاریة وعربیة ھامة، لتربص إعدادي لما قبل الموسم الریاضي وكلنا نعلم مدى أھمیة ھذا الإعداد البدني والنفسي على امتداد طول الموسم الریاضي.
فلا عجب أن تكثر التوعكات والتشنجات العضلیة وینزل المنسوب اللیاقي لدى بعض اللاعبین إلى مستوى ضعیف رغم كل ما یقدمھ المسؤول عن الإعداد البدني من عمل ایجابي محمود في ھذا الجانب.
ثالثا، وھنا سنفتح قوسا موجعا ومؤلما أصبح مع الأسف الشدید ندیر شؤم على الوداد إلا وھو ملف الانتدابات عامة والصیفیة على وجه الخصوص. فالملف ھذا یطرح علامات استفھام كثیرة حول الجھة/ الجھات المسؤولة المكلفة بالإشراف على كل الانتدابات بما فیھا انتقاء المدرب، ھل یتعلق الأمر بشخص واحد أم بأشخاص أم بلجنة أم بكتلة الغیورین على الفریق!!! ھذا جعل الوداد تعرف مع بدایة كل موسم ریاضي وفود عدد من “الحجیج” من كل حدب وصوب، لا مسار كروي بارز لھم ولا نجومیة تذكر إلا ما كان من توفرھم على أوراق “اعتمادھم” المثبتة لعدم التزامھم ضمن أي فریق.
جل ھؤلاء ینعمون الیوم بامتیازات مجانیة كالراتب الشھري والسفریات دون أي مجھود یذكر ودون أي قیمة كرویة مضافة وكأنھم في حضرة ولي صالح!!! ما ذا استفاد الفریق خاصة في وقت “الحزة” من ھؤلاء السیاح الدائمین الأزلیین!!
رابعا، ھنا یكمن مربط الفرس، وھو التكوین وما أدراك ما التكوین ( الله یرحم با سالم). أصبح من عجائب ھذا الزمن الكروي المغربي الرديء إن المدرسة التي أنجبت في السابق معالم كرویة بارزة “تكلم” الكرة وتنطقھا أصبحت الیوم عاجزة عن تزوید الفریق الأول بمدافع أیمن أو بمھاجم صریح وحتى في حالة وجود نماذج واعدة فان نصیبھا یكون ھو التھمیش والإھمال لتشد الرحال مرغمة إلى أفاق أخرى وطنیة أو أجنبیة.
كیف یتم كل ھذا، ومن الخاسر ومن الرابح في ھذا الوضع العبثي البئیس!!!!
ھذا مجرد غیض من فیض في زمن أصبح فیھ الذكاء الإنساني یتجدد بسرعة قیاسیة.
بناء على كل ھذا، فإننا نتوجھ بكل مسؤولیة وصدق إلى السید رئیس الوداد، بعیدا عن كل مزایدة رخیصة وعن أي طمع في موقع أو امتیاز أو حظوة خاصة !!! یشفع لنا في ذلك حبنا اللامحدود واللامتناھي لوداد الأمة، بما یلي:
-سن واعتماد إستراتیجیة تسییریة وتدبیریة تلیق بمقام الوداد على غرار ما ھو معمول بھ لدى بعض الأندیة القریبة من محیطنا القاري والقومي العربي والتي بلغت “العالمیة” الحقیقیة ( ما شي دیال بلعاني)؛
-الدفاع المطلق والمستمیت عن مصالح الوداد أمام تكالب قوى الشر والحقد والفساد التي تحاول عبثا أن تصنع لنفسھا “شرعیة” تاریخیة مفتقدة، لیس بناء على الأمجاد والتراكمات النوعیة الایجابیة وإنما على نقض ودحض كل ما ھو ودادي.
لھؤلاء وسدنتھم ومریدیھم نقول :
وما نیل مجد الوداد بمتاح
لكل علیل جاھل صغیر فاشل
السید الرئیس، لسنا أبدا ضد طموحاتك الشخصیة المشروعة في أن تتولى منصبا سامیا داخل جھاز ریاضي وطني أو قاري أو حتى عالمي لكن بشرط أن لا یكون ذلك على حساب الوداد ومصالحھا العلیا. الوداد ھي المبتدأ وھي الخبر.
الوداد قبل كل شيء آخر. فان یستغل بعض التلامیذ السحرة في القسم ما قبل الابتدائي للتسییر الریاضي، مدججین بمواقع وأقلام فاشلة وحاقدة ومبللة بمرق باءت، موقعك على رأس جھاز ریاضي وطني والظرفیة المعقدة لما بعد واقعة/موقعة رادس لإشعال نار الفتنة والتحریض والتشكیك في انجازات الوداد، یعتبر في نظرنا عملا جبانا وتعبیرا عن مستوى أخلاقي وریاضي من الدرجة الصفر.
نحن نعرف بان رأسمالھم الوحید منذ زمان “الرعایة النقابیة البورصویة” مرورا بمظلة الحصان اللیموني إلى الفوز بأصل تجاري commerce de fonds جاھز ببنیاته وألقابه وكفاءاته، كان وما زال ھو النیل من الصرح الودادي العریق الشامخ؛
-التعامل بكثیر من المسؤولیة والصرامة في حدود الضوابط المھنیة والقانونیة طبعا، مع كل حالات الانفلات والتسیب داخل الوداد.
فما عشناه لیلة السبت الفارط من سلوكات ھجینة ومستفزة لبعض أشباه اللاعبین یجعلنا ندق ناقوس الخطر مما قد یحدث مستقبلا. حسبنا أن زمن ” الرفیسة العمیاء) ولى وانقضى إلا أن صدمتنا كانت قویة أمام رعونة بعضھم.
یحسبون أنفسھم في حل من كل التزام ریاضي وأخلاقي تجاه الوداد وجمھورھا المخلص الوفي . لھؤلاء النجوم الفایسبوكیة نقول بان حمل قمیص الوداد شرف وأمانة والدفاع عنه واجب مقدس. فكل من تخاذل أو تلاعب بمصلحة الوداد سیكون مصیره لا محالة مزبلة التاریخ.